African Mums in Deutschland

لم تكن مامي دينتا تعيش في ألمانيا منذ فترة طويلة عندما انهارت حياتها الزوجية. لقد وضعت في عربة الأطفال كل ما يمكنها حمله وتوجَّهت نحو المجهول.

ولا شك أن لملمة شتات حياتك والهجرة إلى بلد آخر ليس بالأمر الهين في الأوقات الجيدة، فما بالك عندما تصادف الأوقات العصيبة، حينها قد تُمثل تحديًا كبيرًا.

بينما كانت تتخلى مامي عن طفلها البالغ من العمر ثلاثة أشهر إلى ملجأ للنساء في المدينة المجاورة، عبَّرت عن شعورها الرهيب بالوحدة الذي لم يراودها مثله من قبل على الإطلاق.

"كنت أبكي. وشعرت بالخجل. لم أكن أعرف ماذا أفعل، أو كيف أحصل على المعلومات، وكنت قلقة بشأن نوع الحياة التي سيحظى بها طفلي".

لحسن الحظ، فإن مامي الآن لم تتغلب على هذه الأزمة فحسب، ولكنها تحقق نجاحًا باهرًا أيضًا.

إنها تُدير مجتمع African Moms in Deutschland، الذي يُعد المجتمع الأكبر والأسرع نموًا في مجال دعم النساء صاحبات البشرة السمراء / الأفريقيات في البلدان الناطقة باللغة الألمانية، حيث يضم أكثر من 10000 عضو.

تعتبر مامي مجتمعات واتساب الوسيلة المثالية لمجتمعها ويُعجبها أن مجموعات واتساب صارت تحتوي على المزيد من الأدوات التي تتيح لها إدارة الرسائل وتصحيح المعلومات المضللة. إنها تضمن توفير مساحة آمنة للأعضاء تتيح لهن تبادل النصائح ومناقشة مسائل السلامة والأمان وفرص العمل بجانب أفضل طريقة لحماية أطفالهن.

في حين أنه منتدى تُخيّم عليه أجواء السعادة في الغالب، تسمع مامي أحيانًا قصصًا مروعة عن الانتهاكات المنزلية والمالية. لقد صار بإمكان مامي الآن تحديد المجموعات التي تحتاج إلى إجابات أو اهتمام أو مساعدة فورية.

"هناك سيدة من أعضاء المجتمع وجدت نفسها على الحضيض لأن شريكها في المنزل استولى على الأموال التي تحصَّلت عليها من الحكومة وترك المنزل للاستمتاع وقضاء العطلة وحده. لم تكن تعرف ماذا تفعل لأن معها رضيعًا وطفلاً صغيرًا، لذلك تواصلت معنا واستطعنا الاستجابة لحالتها فورًا وأرسلنا إليها الطعام والمال".

تقول مامي إن هدفها الأسمى يتمثل في تمكين النساء صاحبات البشرة السمراء / الأفريقيات من تحقيق التقدم على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والاستقلالية عن الغير أينما كُن وتوسيع نطاق المنصة بحيث يمتد إلى جميع أنحاء أوروبا.